تونس - يستقبل معهد بورقيبة للغات الحية المتواجد في وسط العاصمة تونس يوميا عددا كبيرا من الأجانب الراغبين في تعلم اللغة العربية.
ويختار السياح تونس كوجهة مفضلة لتعلم لغة الضاد بهدف التواصل مع الآخر والتعرف على عادات وتقاليد أهل البلد.
وينظم معهد بورقيبة المتخصص في تعليم اللغات الحية كل سنة دورات صيفية تجمع سياحا من مختلف الجنسيات والأعراق والأعمار اجتمعوا لهدف واحد وهو التمكن من اللغة العربية وإتقانها والتخاطب بها.
ويشكل الطلبة الأجانب العدد الأوفر من متعلمي اللغة العربية إضافة إلى رجال أعمال أجانب اختاروا الإقامة بتونس، كما يتواجد عدد كبير من التونسيين المقيمين بالخارج الذين لا يتكلمون العربية.
وتقول جيفري وهي طالبة إيطالية تدرس علم الأديان المقارن "لقد اخترت تونس لتعلم اللغة العربية نظرا إلى المزايا التي يتوفر عليها هذا البلد".
وتختص جيفري في الحضارة الإسلامية العربية وقد اختارت متابعة دروس في العربية في تونس من ضمن عدة جهات أخرى اقترحتها عليها جامعتها، وتفسر سبب اختيارها بقولها "في تونس يمكن أن أتمتع بعطلتي الصيفية فأتجول في مدن تونس العتيقة وأسواقها وأتابع في ذات الوقت دروسا في اللغة العربية".
وتنوه جيفري بمستوى التعليم في معهد بورقيبة "رغم قصر مدة التعليم الذي لا يتجاوز شهرين إلا أن الأساتذة الذين يدرسوننا قادرون على تعليمنا هذه اللغة الصعبة بأيسر الطرق عبر طرق حديثة وسلسة".
ويقول أحد الأساتذة في معهد بورقيبة للغات الحية أن الدروس التي يؤمنها المعهد تكتسي طابعا تطبيقيا عمليا حتى يتمكن الأجانب من التخاطب مع الآخرين بكل سهولة.
ويضيف "نحرص على تلقين الأجانب اللغة العربية المعاصرة التي تصلح أساسا للتخاطب مع الغير وتسهيل المعاملات".
وانطلقت دروس العربية في المعهد منذ الثاني من تموز/يوليو وتستمر حتى نهاية الصيف، وتتخللها عدة ودورات تدريبية للتعريف بخصائص اللهجة التونسية بهدف دمج الأجانب في البيئة الاجتماعية والثقافية للمجتمع التونسي.
ونظم معهد اللغات دورات ندوات وملتقيات بهدف التعريف بعادات وتقاليد تونس وخصائص أهلها إلى جانب رحلات استكشافية إلى أهم المتاحف والأسواق والقرى التونسية.
ويقول رافييل وهو رجل أعمال فرنسي اعتاد المجيء إلى تونس إنه يستعد للإقامة بشكل نهائي في تونس بعد أن تزوج بتونسية ولذلك قرر تعلم اللغة العربية واللهجة التونسية حتى يتمكن من التواصل مع الآخرين وتسهيل تعاملاته مع التونسيين.
ويضيف "تبدو اللغة العربية في البداية صعبة ولكنها لغة ثرية ورائعة كما أن اكتساب قواعدها وإتقانها يمكّن من الاطلاع على ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى والانفتاح عليها وتحقيق التعاون الثقافي والعلمي في مختلف المجالات".
ويعمل معهد بورقيبة للغات الحية الذي تأسس منذ سنة 1964 على تدريس اللغات للعموم وانجاز البحوث التطبيقية في ميدان اللغات الأجنبية ومن اللغات .
ويدرس المعهد اللغة الانجليزية والفرنسية والألمانية والاسبانية والإيطالية والروسية والبرتغالية والصينية واليابانية والعبرية، كما يقدّم دروسا في العربية للأجانب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق