License

السبت، 15 يناير 2011

تونس قِبلة لتعليم العربية للأجانب

السّياح يختارون تونس لتعلّم لغة الضاد بهدف التواصل مع الآخر والتعرف على عادات وتقاليد أهل البلد.

معهد بورقيبة يقدم دروسا بـ 11 لغة حية

تونس - يستقبل معهد بورقيبة للغات الحية المتواجد في وسط العاصمة تونس يوميا عددا كبيرا من الأجانب الراغبين في تعلم اللغة العربية.
ويختار السياح تونس كوجهة مفضلة لتعلم لغة الضاد بهدف التواصل مع الآخر والتعرف على عادات وتقاليد أهل البلد.
وينظم معهد بورقيبة المتخصص في تعليم اللغات الحية كل سنة دورات صيفية تجمع سياحا من مختلف الجنسيات والأعراق والأعمار اجتمعوا لهدف واحد وهو التمكن من اللغة العربية وإتقانها والتخاطب بها.
ويشكل الطلبة الأجانب العدد الأوفر من متعلمي اللغة العربية إضافة إلى رجال أعمال أجانب اختاروا الإقامة بتونس، كما يتواجد عدد كبير من التونسيين المقيمين بالخارج الذين لا يتكلمون العربية.
وتقول جيفري وهي طالبة إيطالية تدرس علم الأديان المقارن "لقد اخترت تونس لتعلم اللغة العربية نظرا إلى المزايا التي يتوفر عليها هذا البلد".
وتختص جيفري في الحضارة الإسلامية العربية وقد اختارت متابعة دروس في العربية في تونس من ضمن عدة جهات أخرى اقترحتها عليها جامعتها، وتفسر سبب اختيارها بقولها "في تونس يمكن أن أتمتع بعطلتي الصيفية فأتجول في مدن تونس العتيقة وأسواقها وأتابع في ذات الوقت دروسا في اللغة العربية".
وتنوه جيفري بمستوى التعليم في معهد بورقيبة "رغم قصر مدة التعليم الذي لا يتجاوز شهرين إلا أن الأساتذة الذين يدرسوننا قادرون على تعليمنا هذه اللغة الصعبة بأيسر الطرق عبر طرق حديثة وسلسة".
ويقول أحد الأساتذة في معهد بورقيبة للغات الحية أن الدروس التي يؤمنها المعهد تكتسي طابعا تطبيقيا عمليا حتى يتمكن الأجانب من التخاطب مع الآخرين بكل سهولة.
ويضيف "نحرص على تلقين الأجانب اللغة العربية المعاصرة التي تصلح أساسا للتخاطب مع الغير وتسهيل المعاملات".
وانطلقت دروس العربية في المعهد منذ الثاني من تموز/يوليو وتستمر حتى نهاية الصيف، وتتخللها عدة ودورات تدريبية للتعريف بخصائص اللهجة التونسية بهدف دمج الأجانب في البيئة الاجتماعية والثقافية للمجتمع التونسي.
ونظم معهد اللغات دورات ندوات وملتقيات بهدف التعريف بعادات وتقاليد تونس وخصائص أهلها إلى جانب رحلات استكشافية إلى أهم المتاحف والأسواق والقرى التونسية.
ويقول رافييل وهو رجل أعمال فرنسي اعتاد المجيء إلى تونس إنه يستعد للإقامة بشكل نهائي في تونس بعد أن تزوج بتونسية ولذلك قرر تعلم اللغة العربية واللهجة التونسية حتى يتمكن من التواصل مع الآخرين وتسهيل تعاملاته مع التونسيين.
ويضيف "تبدو اللغة العربية في البداية صعبة ولكنها لغة ثرية ورائعة كما أن اكتساب قواعدها وإتقانها يمكّن من الاطلاع على ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى والانفتاح عليها وتحقيق التعاون الثقافي والعلمي في مختلف المجالات".
ويعمل معهد بورقيبة للغات الحية الذي تأسس منذ سنة 1964 على تدريس اللغات للعموم وانجاز البحوث التطبيقية في ميدان اللغات الأجنبية ومن اللغات .
ويدرس المعهد اللغة الانجليزية والفرنسية والألمانية والاسبانية والإيطالية والروسية والبرتغالية والصينية واليابانية والعبرية، كما يقدّم دروسا في العربية للأجانب.

الآثار المسيحية تنطق في الإمارات من جديد

الإمارات تفتح أمام الزوار دير الكنيسة السريانية الشرقية الواقع على جزيرة صير بني ياس والذي يعود بناؤه للقرن الميلادي السابع.

الشيخ سلطان بن طحنون: اننا فخورون بتراثنا العريق

دبي ـ فتحت الامارات امام الزوار المعلم الاثري المسيحي الوحيد على اراضيها، وهو دير للكنيسة السريانية الشرقية يعود للقرن الميلادي السابع، حسبما افادت وكالة انباء الامارات السبت.

والموقع اكتشف عام 1992 على جزيرة صير بني ياس قبالة الشواطئ الغربية لإمارة ابوظبي، ويقوم بادارته مشروع جزر الصحراء التابع لـ"شركة التطوير والاستثمار السياحي" والذي يهدف لجعل الجزيرة البالغة مساحتها 87 كيلومتراً مربعاً وجهة للسياحية البيئية والثقافية.

وتحوي الجزيرة آثاراً أخرى طاعنة في القدم تظهر ان البشر استوطنوها منذ آلاف السنين.

وقال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس ادارة شركة التطوير والاستثمار السياحي التابعة لامارة ابوظبي "اننا فخورون بتراثنا العريق وهذا ما دفعنا إلى تركيز جهودنا على تأسيس وجهة سياحية متكاملة تمكن الزوار من التمتع بالطبيعية والحياة البرية في جزيرة صير بني ياس مع ضمان حماية المعالم التاريخية والأثرية والحفاظ عليها".

وبدأت مرحلة جديدة من عمليات التنقيب عن مواقع اثرية في الجزيرة التي تحمل اسم التجمع القبلي "بني ياس" الذي تنتمي اليه الاسرتان الحاكمتان في امارتي ابوظبي ودبي.

ويتولى مهام التنقيب في الموقع فريق من علماء الآثار بقيادة جوزيف الديرز المسؤول عن الاثار في الكنيسة الانغليكانية.

وتتضمن المكتشفات الاثرية في الموقع اكثر من 15 نوعاً من الفخاريات اضافة الى الزجاجيات والاواني المستخدمة في الاحتفالات والشعائر الكنسية وقطع من الجص المزخرف بعناية، ما يوفر لعلماء الآثار معلومات هامة عن سكان جزيرة صير بني ياس في القرن السابع الميلادي وأنماط حياتهم.

ويعتقد علماء الآثار ان جزيرة صير بني ياس ظلت مأهولة بالسكان على مدى أكثر من 7500 عام وعثر فيها حتى الآن على اكثر من 36 موقعاً أثرياً.

وبحسب وكالة انباء الامارات، تتضمن المكتشفات "مدفناً دائرياً يعتقد أنه يعود لأربعة آلاف عام وبرج مراقبة ومسجداً وادلة على صناعة اللؤلؤ القديمة في الجزيرة".

وكشف الديرز ان بعض المواقع الاثرية على الجزيرة تعود للعصر الحجري قبل 7000 سنة ومنها يعود الى العصر البرونزي اي قبل 4000 سنة ثم الحقبة التي تعود الى القرن السابع الميلادي حيث بني الدير الكنسي المكتشف.

وكان البشر يسكنون هذه الجزيرة بشكل خاص خلال موسم صيد اللؤلؤ بحكم موقعها على خط تجار اللؤلؤة من الخليج الى الهند والصين.

وتتضمن آثار الدير التاريخي صحن الكنيسة الرئيسي والاجنحة الجانبية والهيكل والجص والمدفن والبرج وبيت الصلاة.

كما يتضمن الدير غرف الرهبان ومسكن رئيس الدير او "الاباتي".

حمامات ماعين الاردنية تستقطب السياح

حمامات ماعين الاردنية تستقطب السياح

المياه الحارة المندفعة وسط صخور جبل نبو في الاردن تضاف الى مناطق الجذب السياحي لقيمتها العلاجية.

مياه حارة من جبال قاحلة

ماعين (الاردن) - وسط صخور جبل نبو القريب من مدينة مأدبا الاردنية تقع حمامات المياه الحارة في منطقة ماعين.

وعلى بعد نحو 300 متر تحت مستوى سطح البحر تسقط مياه حارة من جبال قاحلة لتكون أحواض ماء أو حمامات صحية طبيعية تجتذب الاردنيين والاجانب المقيمين في المملكة.

ويوفر الموقع الرائع وحمامات المياه الحارة خصوصية لمنطقة ماعين كما يقول رائد ربيع مدير نادي ايفاسون ماعين الصحي "ماعين منطقة فريدة من نوعها. ليست موجودة في المنطقة أو ممكن في العالم. ماعين تتميز أولا بأنها أول شيء 300 متر تحت سطح البحر. وفيها طبعا المياه المعدنية غير موجودة في العالم. منطقة جميلة جدا تمتاز في جغرافيتها وبنفس الوقت وما تقدمه للضيف."

والمنطقة غير معروفة على نطاق واسع للسياح الذين تتضمن برامجهم السياحية عادة زيارة البحر الميت ومدينة البتراء. الا انه وعلى مدى العامين الماضيين أنفق نحو 60 مليون دولار لتجديد المنطقة التي تضم حاليا فندقا من فئة الخمس نجوم ومنتجع يحيط به.

ومنذ زمن يستخدم الاردنيون ماء ماعين كوسيلة لعلاج الامراض المزمنة.

وقال زائر أردني يدعى اسماعيل قاسم لتلفزيون "أعاني من الام الظهر وكنت أشعر بالتعب لكن بعد الحضور الى هنا أشعر بتحسن وصحة أكثر ان شاء الله."

ويقول الخبراء ان مياه ماعين تعالج مشكلات مثل الام الظهر وتقلصات العضلات وأمراض القلب والتهاب الجيوب الانفية المزمن والتهاب المفاصل (الروماتيزم).

وقال أمين عليمات مدير أحد الاندية الصحية في منطقة ماعين "المياه المعدنية لها فوائد عديدة. ابتداء من الاملاح المعدنية الموجودة في المياه مثل الحديد والكبريت والبوتاس والماغنيسيوم التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتساعد في معالجة الامراض المزمنة خصوصا التي تسبب الام العضلات والمفاصل. كما انها تساعد في معالجة الامراض الجلدية مثل الاكزيما والصدفية."

ويمتلك رجل الاعمال السعودي غيث فرعون الفندق ذي الخمس نجوم والمنتجع المحيط به حاليا وان كان يديره نادي سكس سينسيز الصحي.

ونمت السياحة وهي واحدة من القطاعات الرئيسية في الاردن بأكثر من 30 في المئة في الربع الاول من عام 2010.

لبنان يسجل 'رقماً تاريخياً' في عدد السياح

بيروت تستقبل أكثر من مليوني وافد رغم التوتر السائد بين المعسكرين السياسيين الخصمين والذي يهز البلد منذ أشهر.

مليونان لم يقاوموا سحرك يا جعيتا

بيروت ـ استقبل لبنان اكثر من مليوني وافد حتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2010 وهو رقم قياسي وطني على الرغم من التوتر السائد بين المعسكرين السياسيين الخصمين والذي يهز البلد منذ اشهر، بحسب أرقام لوزارة السياحة نشرت الاثنين.

وعدد الوافدين الذي بلغ مليونين و15 الف و755 بزيادة 17.6% مقارنة مع الفترة نفسها في 2009، يمثل "رقماً قياسياً تاريخياً" بحسب النشرة الاسبوعية لبنك عودة التي تنشر الارقام.

ويقدر عدد سكان لبنان بحوالي اربعة ملايين نسمة.

وكان لبنان في السنوات الاخيرة مسرحاً لاغتيالات سياسية وكذلك لحرب اسرائيلية في العام 2006 ومعارك بين الجيش اللبناني واسلاميين في 2007 وصدامات طائفية في 2008.

وبعدما تمتع بسنة 2009 هادئة نسبياً على الصعيد السياسي، يشهد لبنان عودة التوترات منذ الصيف بسبب الخلاف الحاد حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في 2005.

وبحسب وسائل إعلام عدة، فان التحقيق يتجه نحو توجيه الاتهام الى حزب الله الامر الذي يخشى ان يؤدي الى زعزعة الوضع.

واعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في التاسع من كانون الاول/ديسمبر ان القرار الاتهامي سيقدم الى قاضي الاجراءات التمهيدية "قريباً جداً جداً".

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

وادي رم الأردني مرشح لدخول قائمة التراث العالمي

وفد من اليونسكو يزور عمّان لدراسة امكانية ادراج الوادي على القائمة ليكون موقعا مختلطا للتراث الطبيعي والثقافي.

عمان – من كمال طه

'أيقونة للطرز الجمالية'

وصل وفد من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) الى عمان في زيارة للمملكة تستمر اسبوعا لدراسة امكانية ادراج موقع وادي رم على قائمة التراث العالمي.
وسيقوم الوفد الذي يضم عددا من خبراء الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة والمجلس العالمي للمواقع الاثرية الاحد بزيارة منطقة وادي رم، التي تقع على بعد حوالى 300 كلم جنوبي المملكة، على بعد 70 كيلومترا شمالي مدينة العقبة الساحلية للاطلاع على واقعها والتأكد من مطابقتها للمعايير الدولية.
وقال طارق ابو الهوى منسق الفريق الوطني الاردني في ملف الترشيح "فريقا وطنيا مدعوما بفريق دولي تشكل لهذا الغرض حيث تم تقديم المسودة الاولى لملف ترشيح وادي رم لليونسكو في نهاية عام 2009"، مشيرا الى ان "الرد جاء الينا في بداية عام 2010 بان الملف كامل من حيث المحتوى".
واضاف ان "الوفد سيقوم بعملية المراجعة الفنية والاطلاع على ارض الواقع من اجل مطابقة الملف من اجل تقديم النصيحة النهائية لليونسكو في موضوع ملف الترشيح".
واوضح ابو الهوى ان "البعثة ستبقى في المملكة ثمانية ايام تلتقي خلالها وزراء البيئة والسياحة ورئيس السلطة وفريق المنطقة وممثلين عن المجتمعات المحلية داخل وحول المنطقة المحمية"، مشيرا الى ان "الفريق سيرفع تقريره لليونسكو وهي التي ستعطي قرارها النهائي في شهر حزيران/يونيو من عام 2001".
وبحسب ابو الهوى فأن "وادي رم على المستوى الطبيعي ايقونة للطرز الجمالية المتمثلة في الجبال الرملية الشاهقة وفي نفس الوقت فيها تمثيل لاعلى مستوى لهذا النوع من الجبال وتشكيلاتها في العالم".
واشار الى ان "وادي رم مرشح ليكون موقعا مختلطا للتراث الطبيعي والثقافي ليكون بذلك الاول من نوعه في كل بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية".
ووادي رم، الذي تبلغ مساحته 720 كلم مربع ويزوره حوالى ربع مليون سائح سنويا، يتميز بوجود جبال صخرية عالية متناثرة في سهل رملي واسع من أكثر مناطق المملكة جذبا للسياح الذين يقيمون في مناطقها داخل مخيمات كونها محمية طبيعية لا يسمح ببناء الفنادق فيها.
يشار الى ان هناك ثلاثة مواقع ثقافية في الاردن مدرجة منذ فترة على قامة التراث العالمي وهي البتراء وقصر عمرة وموقع أم الرصاص.
وتعد البتراء او المدينة الوردية (225 كلم جنوب عمان) من اهم المواقع الاثرية في الاردن وفي العالم وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوته في الصخر الوردي اللون بناها الانباط عام 400 قبل الميلاد وجعلوا منها عاصمة لهم.
اما قصر عمرة فيقع في الصحراء الأردنية في منطقة الازرق في محافظة الزرقاء حوالي 75 كلم شرقي عمان وشيد القصر في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك سادس الخلفاء الأمويين (705–715 م) ويعتقد أنه كان يستخدم لرحلات الصيد التي يقوم بها الخلفاء وأمراء بني أمية.
وتحفظ جدران القصر حتى يومنا هذا رسوما ونقوشا عديدة، تتحدث عن رحلات الصيد والحيوانات التي وجدت في المنطقة في تلك الحقبة، كالاسود والنمور والغزلان والنعام.
اما ام الرصاص فهي قرية اردنية تقع على بعد 60 كلم جنوب عمان على ارتفاع 760 متر عن مستوى سطح البحر تحتوي على آثار من العصر الروماني والبيزنطي والفترات الاسلامية المبكرة (من نهاية القرن الثالث إلى التاسع ميلادي) ومعسكر محصن للجيش الروماني.
كما يحتوي الموقع على 16 كنيسة، بعضها بأرضيات فسيفسائية محفوظة بشكل جيد.
وكانت لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو ادرجت في الثاني من آب/اغسطس ستة مواقع جديدة في البرازيل والصين والمكسيك وجزيرتي لا ريونيون الفرنسية وكيريباتي على قائمة التراث العالمي.
وتضاف المواقع الجديدة الى 17 موقعا آخر اختيرت سابقا، علما ان هناك 39 موقعا مرشحا للانضمام الى لائحة التراث العالمي، مما يرفع الى 910 عدد المواقع المصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو

السياحة تنتعش في مكة مع تدفق الحجيج

فنادق ومتاجر مكة تحاول تعويض ما فاتها العام الماضي بسبب مخاوف من تفش أنفلونزا الخنازير.

مكة (السعودية) - من أولف ليسينغ

وصول مبكر لقوافل الحجاج هذا العام

يعرض راشد عبدالله عطورا شرقية على مائدة زجاجية للمتسوقين الساهرين الذين يأتون لمتجره الصغير في مكة التي تستعد لما يأمل أن يكون موسما منتعشا للمبيعات خلال الحج هذا الشهر.

وهو يثق في القدرة على اجتذاب زبائن بعد مخاوف من تفش لانفلونزا الخنازير التي جعلت كثيرين احجموا عن الحج العام الماضي.

ومضى يقول "سيكون هذا العام الافضل. هناك طلب قوي حقا" وكان يقف وراء مجموعة من أصناف البخور في واحد بين عشرات من المتاجر المحيطة بالحرم المكي.

وانتعشت أسواق مكة منذ رمضان.

وفي 2009 تراجعت أعداد الحجاج الى نحو 2.5 مليون لكن من المتوقع هذا العام مجيء أربعة ملايين حاج وهو رقم قياسي عندما يبدأ موسم الحج الاسبوع المقبل.

وقال شيخ حبيب وهو حاج من الهند جاء ومعه أربعة من أفراد عائلته "كنا نريد المجيء العام الماضي لكن أصدقاء نصحونا بالتأجيل لذلك جئنا هذا العام."

وفي حين أن نسبة الاشغال في فنادق مكة ومدينة جدة القريبة كانت محدودة العام الماضي فان الفنادق هذا العام محجوزة بالكامل تقريبا.

وقال وليد أبو سبعة رئيس لجنة السياحة والفنادق بالغرفة بالتجارية والصناعية في مكة ان الناس يحاولون تعويض ما فاتهم العام الماضي وأضاف أن الاوضاع ستكون أفضل هذا العام.

ونقلت صحيفة الوطن السعودية الاربعاء عن الامير خالد الفيصل أمير منطقة مكة قوله أن 1.5 مليون حاج أجنبي وصلوا بالفعل.

وقال صلاح المقداد الذي يبيع السبح والعطور "المبيعات لا بأس بها.. وصل كثيرون مبكرا."

وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي ان من المتوقع أن ينفق الاجانب ثمانية مليارات ريال (2.1 مليار دولار) خلال موسم الحج بعد أن كان المبلغ 7.2 مليار في العام الماضي في حين أن السعوديين سينفقون 3.6 مليار ريال مقابل 3.3 مليار ريال العام الماضي.

ومضى يقول أن الايرادات التي ستدخل الاقتصاد السعودي اجمالا بفضل موسم الحج "قد تتجاوز 35 مليار ريال هذا العام وحده" مضيفا أنه في العام الماضي كان العائد 31 مليار ريال.

كما يتوقع أن يتجاوز الناتج المحلي للسياحة 7.2 في المئة من الناتج المحلي للقطاعات غير النفطية هذا العام ارتفاعا من 6.8 في المئة عام 2009 و2.8 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بعد أن كانت النسبة 2.6 في المئة العام الماضي.

وعلى الرغم من أن ايرادات الحج صغيرة مقارنة بثروة المملكة العربية السعودية بسبب مواردها من النفط والغاز فانها تساعد قطاعا تعمل الحكومة على تنميته.

وفي ظل ارتفاع معدل المواليد بين السعوديين البالغ عددهم 18 مليون نسمة تحتاج المملكة لتوفير فرص عمل وتعتبر تنمية القطاع السياحي من وسائل ذلك.

وقال بول جامبل رئيس البحوث في شركة جدوى الاستثمار في الرياض "الامكانيات الاقتصادية الاساسية للحج هي تشجيع الحجاج على زيارة أماكن أخرى بالمملكة."

وحتى الان تقتصر تأشيرة الحج على زيارة مكة والمدينة لكن مسؤولين يقولون انهم يعكفون على خطط للسماح بزيارة مواقع سياحية كذلك.

ومضى جامبل يقول "هناك مجموعة متنوعة من المواقع السياحية المحتملة في محيط منطقة مكة."

ويتدفق كثيرون طوال ساعات اليوم للصلاة في الحرم المكي بينما يفضل البعض أخذ استراحة أو التنزه في الشوارع المجاورة.

وقال فيروز شقيق شيخ حبيب بعد أداء صلاة المغرب في الحرم "نريد البقاء أطول فترة ممكنة كما نريد أن نزور المدينة."

مصر: القمامة تلتهم الآثار الفرعونية

'ميت رهينة' اقدم عاصمة فرعونية تغرق بالمياه الجوفية والقمامة التي يلقي بها الاهالي على المعابد الاثرية.

آثار ملوثة وغير مكتشفة

القاهرة - تغرق آثار مدينة "منف" (ميت رهينة)، اول عاصمة اسسها موحد مصر العليا والسفلى مينا الاول مؤسس الاسرة الفرعونية الاولى (3100 قبل الميلاد)، تحت المياه الجوفية ووسط القمامة التي يلقي بها الاهالي على المعابد الاثرية التي تزخر بها المدينة.

وتقع بلدة ميت رهينة "منف" على بعد 32 كيلومترا جنوب القاهرة وعلى بعد كيلومتيرين عن اثار سقارة التي تشكل المقبرة الرئيسية لـ"منف".

وهي البلدة التي عثر فيها على تمثال رمسيس الثاني الذي كان مقاما في وسط القاهرة بالقرب من محطة القطارات والذي شكل معلما من المعالم الرئيسية للعاصمة المصرية قبل اعادة نقله من الميدان والشارع الذي حمل اسمه الى موقع المتحف المصري الكبير الجاري تشيده الان.

ويستطيع الزائر الوصول الى منطقة المعابد والمتحف الاثري في المدينة عن طريق سقارة او عن الطريق الرئيس الذي يصل بين البلدة ومدينة البدرشين.

وفي وسط المباني التي يسكنها الاهالي، يمكن رؤية معبد "بتاح" الكبير، وجزء كبير من حجارته يغرق تحت المياه الجوفية ووسط اكوام القمامة التي يلقي بها الاهالي.

في حين تندثر معالم معبد بتاح الصغير، الذي يقع على بعد نصف كيلومتر الى الجنوب الشرقي من معبد بتاح الكبير، تحت المياه الجوفية والنباتات الشوكية والحلفا.

والمعبدان شيدهما رمسيس الثاني لعبادة اله منف راس الثالوث المقدس بتاح وزوجته سحمت التي تمثل على شكل لبؤة، وابنهما نفرتوم.

وهذا ينطبق ايضا على معبد التحنيط ومعبد حتحور وكذلك معبد رمسيس الثاني الصغير ومقصورة والده سيتي الاول وقد تحولت مجتمعة الى مساحة فضاء تعيش فيها الكلاب.

وأكد مفتش المنطقة الاثرية شعبان احمد خلال جولة معه ان "المنطقة الاثرية تعاني من مشكلة حقيقية في المياه الجوفية منذ بدأ عالم المصريات الانجليزي بتري في التنقيب في هذا المنطقة، فحفر قناة لسحب المياه الجوفية من منطقة المعابد في عشرينات القرن الماضي".

وتابع "استمرت المشكلة بعد ذلك وتفاقمت اثر قيام مجلس البلدة بردم قناة نقل المياه وتغطية المصرف حيث عادت المياه الجوفية للظهور في المعابد كذلك ادى تغير عادات المصريين في الحياة اليومية الى تراكم القمامة التي كانت تستخدم في اشعال النار قديما والان اصبحت لا تستخدم وكذلك اختلاف نوعية القمامة اذ زادت كميات المنتجات البلاستيكية".

واوضح ان "تفاقم المشكلة زاد اكثر مع الزيادة السكانية وانتقال المباني الى مناطق قريبة من منطقة المعابد، وفي ظل عدم وجود نظام للصرف الصحي وعدم وجود عربات لنقل القمامة، فاصبحوا يلقون بها في منطقة المعابد خاصة ان الاهالي لا يملكون وعيا بقيمة هذه الاثار".

واكد رئيس قطاع الاثار الفرعونية في المجلس الاعلى للاثار صبري عبد العزيز ان "هناك مشكلة حقيقية تواجهها منطقة الاثار في ميت رهينة وتحتاج الى التعاون بين المجلس الاعلى للاثار ومجلس البلدة والمحليات لبناء نظام صرف صحي في البلدة الى جانب جمع القمامة وكذلك ضرورة نشر الوعي الاثري بين السكان".

واضاف "نحن ندرس تنفيذ مشروع كبير للتخلص من المياه الجوفية الى جانب بناء سور عال يحيط بكل المنطقة الاثرية لحمايتها من التعديات".

واوضح المدير العام للادارات الهندسية في المجلس الاعلى للاثار وعد الله ابو العلا اوضح في لقاء معه ان "المجلس قام قبل ثلاثة اعوام بالتعاون مع مركز الهندسة الاثرية والبيئية بمشروع للتخلص من المياه الجوفية بتكلفة مليون و500 الف جنيه مصري (250 الف دولار تقريبا) الا اننا اصطدمنا بمنطقة مليئة بالاثار التي لم يكشف عنها بعد فاضطرنا لوقف المشروع".

واضاف "بدأنا التحضير لمشروع جديد تصل تكلفته الى 16 مليون جنيه مصري (ثلاثة ملايين دولار) سيبدأ العمل فيه خلال الشهور القليلة المقبلة مع ضرورة الانتباه الى انه قد يتعرض للتوقف لان هذه المنطقة غنية بالاثار".

وفي السياق نفسه، اشار الى ان "المجلس قرر ايضا بناء سور حول المنطقة الاثرية التي تصل مساحتها الى 600 فدان (240 هكتارا) قد يصل طوله الى ثمانية كيلومترات بارتفاع ثلاثة امتار لحماية منطقة الاثار من التعديات التي تتعرض لها من الاهالي وتصل تكلفة بناء هذا السور الى 10 ملايين جنيه مصري (مليون و 800 الف دولار)".

واكد الامين العام للمجلس الاعلى للاثار عند حديثه عن اثار ميت رهينة ان المجلس قرر وقف دفع جزء يصل الى 10% من المبالغ التي يدفعها للمحافظات من مداخيل زيارات الاثار والتي تصل قيمتها الى اكثر من 100 مليون جنيه مصري (18 مليون دولار) "قبل ان نعرف ماذا ستستفيد الاثار من هذه المبالغ على صعيد النظافة في حرم الاثار وبناء نظام صرف صحي يمنع تراكم المياه الجوفية واثارها المدمرة على الاثار".

واضاف ان "المجلس لن ينتظر قيام المحافظات بدورها في التخلص من المياه الجوفية فنحن بدأنا بالعديد من المشاريع في التخلص من هذه المياه كما فعلنا بالقرب من ابو الهول في الجيزة، وفي معابد الكرنك والاقصر والبر الغربي في الاقصر، وفي معابد اسنا ودندره وغيرها من المعابد في الجنوب".

واوضح ان "المجلس سيقوم ايضا بتنفيذ مشروع للتخلص من المياه الجوفية في ميت رهينة تمهيدا لتطوير المنطقة ووضعها بشكل قوي على الخريطة السياحية وكذلك تمهيدا للقيام بحفائر في المنطقة للكشف عن كنوزها الاثرية".