'ميت رهينة' اقدم عاصمة فرعونية تغرق بالمياه الجوفية والقمامة التي يلقي بها الاهالي على المعابد الاثرية. | |||||
| |||||
| |||||
| |||||
القاهرة - تغرق آثار مدينة "منف" (ميت رهينة)، اول عاصمة اسسها موحد مصر العليا والسفلى مينا الاول مؤسس الاسرة الفرعونية الاولى (3100 قبل الميلاد)، تحت المياه الجوفية ووسط القمامة التي يلقي بها الاهالي على المعابد الاثرية التي تزخر بها المدينة. وتقع بلدة ميت رهينة "منف" على بعد 32 كيلومترا جنوب القاهرة وعلى بعد كيلومتيرين عن اثار سقارة التي تشكل المقبرة الرئيسية لـ"منف". وهي البلدة التي عثر فيها على تمثال رمسيس الثاني الذي كان مقاما في وسط القاهرة بالقرب من محطة القطارات والذي شكل معلما من المعالم الرئيسية للعاصمة المصرية قبل اعادة نقله من الميدان والشارع الذي حمل اسمه الى موقع المتحف المصري الكبير الجاري تشيده الان. ويستطيع الزائر الوصول الى منطقة المعابد والمتحف الاثري في المدينة عن طريق سقارة او عن الطريق الرئيس الذي يصل بين البلدة ومدينة البدرشين. وفي وسط المباني التي يسكنها الاهالي، يمكن رؤية معبد "بتاح" الكبير، وجزء كبير من حجارته يغرق تحت المياه الجوفية ووسط اكوام القمامة التي يلقي بها الاهالي. في حين تندثر معالم معبد بتاح الصغير، الذي يقع على بعد نصف كيلومتر الى الجنوب الشرقي من معبد بتاح الكبير، تحت المياه الجوفية والنباتات الشوكية والحلفا. والمعبدان شيدهما رمسيس الثاني لعبادة اله منف راس الثالوث المقدس بتاح وزوجته سحمت التي تمثل على شكل لبؤة، وابنهما نفرتوم. وهذا ينطبق ايضا على معبد التحنيط ومعبد حتحور وكذلك معبد رمسيس الثاني الصغير ومقصورة والده سيتي الاول وقد تحولت مجتمعة الى مساحة فضاء تعيش فيها الكلاب. وأكد مفتش المنطقة الاثرية شعبان احمد خلال جولة معه ان "المنطقة الاثرية تعاني من مشكلة حقيقية في المياه الجوفية منذ بدأ عالم المصريات الانجليزي بتري في التنقيب في هذا المنطقة، فحفر قناة لسحب المياه الجوفية من منطقة المعابد في عشرينات القرن الماضي". وتابع "استمرت المشكلة بعد ذلك وتفاقمت اثر قيام مجلس البلدة بردم قناة نقل المياه وتغطية المصرف حيث عادت المياه الجوفية للظهور في المعابد كذلك ادى تغير عادات المصريين في الحياة اليومية الى تراكم القمامة التي كانت تستخدم في اشعال النار قديما والان اصبحت لا تستخدم وكذلك اختلاف نوعية القمامة اذ زادت كميات المنتجات البلاستيكية". واوضح ان "تفاقم المشكلة زاد اكثر مع الزيادة السكانية وانتقال المباني الى مناطق قريبة من منطقة المعابد، وفي ظل عدم وجود نظام للصرف الصحي وعدم وجود عربات لنقل القمامة، فاصبحوا يلقون بها في منطقة المعابد خاصة ان الاهالي لا يملكون وعيا بقيمة هذه الاثار". واكد رئيس قطاع الاثار الفرعونية في المجلس الاعلى للاثار صبري عبد العزيز ان "هناك مشكلة حقيقية تواجهها منطقة الاثار في ميت رهينة وتحتاج الى التعاون بين المجلس الاعلى للاثار ومجلس البلدة والمحليات لبناء نظام صرف صحي في البلدة الى جانب جمع القمامة وكذلك ضرورة نشر الوعي الاثري بين السكان". واضاف "نحن ندرس تنفيذ مشروع كبير للتخلص من المياه الجوفية الى جانب بناء سور عال يحيط بكل المنطقة الاثرية لحمايتها من التعديات". واوضح المدير العام للادارات الهندسية في المجلس الاعلى للاثار وعد الله ابو العلا اوضح في لقاء معه ان "المجلس قام قبل ثلاثة اعوام بالتعاون مع مركز الهندسة الاثرية والبيئية بمشروع للتخلص من المياه الجوفية بتكلفة مليون و500 الف جنيه مصري (250 الف دولار تقريبا) الا اننا اصطدمنا بمنطقة مليئة بالاثار التي لم يكشف عنها بعد فاضطرنا لوقف المشروع". واضاف "بدأنا التحضير لمشروع جديد تصل تكلفته الى 16 مليون جنيه مصري (ثلاثة ملايين دولار) سيبدأ العمل فيه خلال الشهور القليلة المقبلة مع ضرورة الانتباه الى انه قد يتعرض للتوقف لان هذه المنطقة غنية بالاثار". وفي السياق نفسه، اشار الى ان "المجلس قرر ايضا بناء سور حول المنطقة الاثرية التي تصل مساحتها الى 600 فدان (240 هكتارا) قد يصل طوله الى ثمانية كيلومترات بارتفاع ثلاثة امتار لحماية منطقة الاثار من التعديات التي تتعرض لها من الاهالي وتصل تكلفة بناء هذا السور الى 10 ملايين جنيه مصري (مليون و 800 الف دولار)". واكد الامين العام للمجلس الاعلى للاثار عند حديثه عن اثار ميت رهينة ان المجلس قرر وقف دفع جزء يصل الى 10% من المبالغ التي يدفعها للمحافظات من مداخيل زيارات الاثار والتي تصل قيمتها الى اكثر من 100 مليون جنيه مصري (18 مليون دولار) "قبل ان نعرف ماذا ستستفيد الاثار من هذه المبالغ على صعيد النظافة في حرم الاثار وبناء نظام صرف صحي يمنع تراكم المياه الجوفية واثارها المدمرة على الاثار". واضاف ان "المجلس لن ينتظر قيام المحافظات بدورها في التخلص من المياه الجوفية فنحن بدأنا بالعديد من المشاريع في التخلص من هذه المياه كما فعلنا بالقرب من ابو الهول في الجيزة، وفي معابد الكرنك والاقصر والبر الغربي في الاقصر، وفي معابد اسنا ودندره وغيرها من المعابد في الجنوب". واوضح ان "المجلس سيقوم ايضا بتنفيذ مشروع للتخلص من المياه الجوفية في ميت رهينة تمهيدا لتطوير المنطقة ووضعها بشكل قوي على الخريطة السياحية وكذلك تمهيدا للقيام بحفائر في المنطقة للكشف عن كنوزها الاثرية". |
0 التعليقات:
إرسال تعليق